عودة الى الجاهلية الأولى، هذا ما جاء به الاحتلال الأنجلوأمريكي للعراق، شركات أسست في كنف الاحتلال، نشاطها البيع والاتجار، السلعة هي البشر وأعضائه أو بالأحرى مكوناته إذ تحول الى آلات تباع وتشترى .
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية العراقية المتردية في عصر وعود الديمقراطية الأمريكية عملت على خلق تجارة الأعضاء البشرية إذا تكونت عصابات متخصصة في سرقة أعضاء الجثث المجهولة الهوية، التي تصل إلى المستشفيات الحكومية ودوائر الطب العدلي، والتي انتشرت خلال سنوات الاحتلال.
التجارة المزدهر في عراق الاحتلال لم تترك جزءاً أو عضواً بشرياً الا وعرضتها في سوقها وكانت من أكثر البضائع طلباً هي الكُلى
التي وصل سعرها الى ثلاثين ألف دولار خلال السنوات الماضية بحسب مصادر طبية.
في الوقت الذي دائماً ما تدعي حكومة الاحتلال السيطرة على كل شئ ولامتلاكها لاحصائيات عن الشاردة والواردة في البلاد، عزت إحصائيات تجارة الأعضاء في البلاد إذ يعترف مسؤول في وزراة الصحة بعدم تمكن الوزراة من رصد جميع عمليات البيع والشراء التي تحصل أثناء تخدير المرضى في المستشفيات الحكومية.
الملفت في الأمر هو عدم نفي مدير التحقيقات في وزارة الداخلية وجود تجارة الأعضاء في العراق معبراً عن أسفه عن عدم تمكن الوزارة من التوصل الى هذه العصابات أو القضاء على هذه التجارة الرابحة رغم علم الوزارة بوجودها وتركزها الكثيف في بغداد.
في وقت احتدم فيه الجدال وانضرام النار بشأن مناصب سياسية زائلة ومكاسب خاصة، لم يناقش فيه البرلمان وحكومات المتعاقبة التي هندسها الاحتلال موضوع تجارة الأعضاء على الرغم من وجود اتفاقيات دولية قاضية بمنع الاتجار بالبشر فلقد ترك هؤلاء البسطاء لسوق المافيا والجريمة.
ladex
madex
تعليقات
إرسال تعليق